يقطع النت ع النتيتة !

 
(يقطع النت ع النتيته عاللي عاينتتو عليه ..)

يبدو أن هذه العباره والتي وردت على لسان الفنان أحمد مكى فى فيلم (طير انت) هى لسان حال حكامنا العرب هذه الأيام بعد موجة الاحتجاجات والثورات التي ضربت منطقتنا والتي كان المتهم الأول فيها الانترنت.
لم تكن تدري حكومات المنطقة العربيه والتى تسابقت دومًا على توفير التكنولوجيا بأحدث صورها لشعوبها أن هذه التكنولوجيا ستكون الدبة التي قتلت صاحبها،
وتعاملت معها ولاسيما الانترنت على أنها وسيلة لإلهاء الشعوب المطحونة؛ فبجانب كرة القدم والفن احتل الانترنت مكانة متميزة في شغل أوقات العباد،
وفي نفس الوقت كنا نتهم أنفسنا بالاستخدام الخاطىء لهذه التكنولوجيا، ولم نكن ندري أنه هو المطلوب بعينه، حتى ننشغل عما يجرى في بلادنا.
لكن لنعترف أن الانترنت كان وسيلة بديلة أكثر من ممتازة لمواجهة حالة القمع ومصادرة الرأي السائدة فى بلادنا؛ فقانون الطوارىء مثلا والذى كان يحظر تجمع أكثر من عدد محدد من الأشخاص لم يكن يدرى أن أولئك الخمسة الذين فرقهم في الشارع قد اجتمعوا رغمًا عنه في مكان آخر افتراضي، بل وأصبحو مائة وربما ألف، يبدون آرائهم في حرية تامة، يتشاركون في همومهم وكل منهم جالسًا فى بيته بمأمن عن يد غليظه قد تحط على قفاه  - في أية لحظة - مطالبة إياه بإبراز هويته (اليد الغليظة التي تهدده فى الواقع هي يد الوالد التى تتوعده مالم يطفىء جهازه اللعين ويخلد للنوم)

(الواد ده دخل بيتي كيـــــــــــــف ..؟!)


إن مهند فى الواقع لم يدخل البيت خلسة أو (نط) من الشباك ولكنه دخل على يد الحكومات أنفسها، والتي كما قلنا كانت تعتبره - النت وليس مهند بالتاكيد - وسيلة لإلهاء الشباب عن أحوال بلادهم .. إلهائهم عن الفساد .. إلهائهم عن المشاركة في صنع مستقبلهم وليس أدل على ذلك من إطلاق اسم الحكومة الالكترونية على حكومة العهد السابق برئاسة نظيف، في إشارة لجهوده الكبيره - كتر خيره - في مجال الاتصالات والانترنت، ومن مفارقات الزمن أن الحكومة الالكترونية سقطت واسقطت معها النظام بفضل جهودها في توسيع خدمات الانترنت.
إن الانترنت هو هبة التكنولوجيا للشباب بكل تأكيد ولولاه لما تغير الوضع كثيرا؛ لذا يجب علينا نحن الشباب ألا نلوم الأجيال السابقة علينا كثيرًا لأنها لم تقم بثورة مماثلة؛ فلم تكن لهم مثل تلك أداة تساعدهم على هذا، كما أن الوضع في الشارع لم يكن يسمح لهم بهذا بفضل عدة عوامل أبرزها قانون الطوارىء كما ذكرنا، في حين أننا لم نكن في حاجة لذلك ونحن نملك مفاتيح هذه الأداة القوية .
إن ثورتى تونس ومصر ضربت للعالم مثلاًجديدًا في كيفية استخدام وسائل الاتصالات، وتفوقنا على الغرب في استخدام تكنولوجيا هم صانعوها، بل والأهم أصبحت هذه التكنولوجيا محط أنظار الجميع وأعدنا اكتشافها كما لو أنها لم تكن موجودة قبل هذه الأحداث، وخير مثال على ذلك هو الصفحات الرسمية التي تتحدث باسم جهات حكومية، والتي عرفت طريقها مؤخرا لعالم الفيس بوك، وهى بادرة تشكر عليها هذه الجهات بالتأكيد .


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شرح تنصيب جهاز بنظام تشغيل وهمي افتراضي خطوة بخطوة بالصور للأجهزة الضعيفة

شرح التحميل من موقع فايل أبلود fileupload خطوة بخطوة

طريقة عمل مجلدين او ملفين بنفس الاسم فى نفس المسار